الإكتئاب
- المسافر الأمين
- Nov 8, 2016
- 4 min read

انتشر الاكتئاب في عصرنا الحالي بصورة كبيرة و وتيرة سريعة، ينهش مختلف البنيات الاجتماعية، فالزمن الذي نعيشه هو زمن اللهث و الجري و التنافس الشرس الذي يورث القلق و الاحباط، زمن تحول فيه الانسان الى ترس في الة التصنيع و الانتاج الى التسويق و الاستهلاك .
بينما تتوارى حاجياته العاطفية و الروحية وراء ستار تلبية الحاجات المادية الكثيرة و كماليات الحياة المتشابكة و الغير متناهية .
ما تؤدي الى انهيار نفسي و جسدي لا محالة، مرض ..عجز ..توقف
الاكتئاب مروع بما لا تصفه الكلمات و الاصوات او الصور، انه يدمي العلاقات من خلال الشك و فقدان الثقة و احترام الذات، بالاضافة الى الذعر الليلي و الرعب النهاري .
قائمة الاخفاقات التي نواجهها في حياتنا من علاقات فاشلة، كوارث مالية، وظائف مفقودة، السجن، المخالفات، التعرض لللوم و الاذى و السرقة و الاحتيال التي جروح قد لا تلتئم لسنوات، تصحبها اضطرابات نفسية تؤثر في مزاجنا و عقولنا .
فهو كالتائه الذي لا يعرف له عنوان، يجد نفسه محاصر و مهزوم !
كيف نواجهها و نتعامل معها ؟ كيف ننجو بانفسنا ؟ كيف نهدا و نسترخي ؟
لا يفرق الاكتئاب بين عمرٍ أو جنسٍ أو عرقٍ أو نوع، فهو قد يصيب الكبار والأطفال أيضاً،والرجال والنساء على حدٍّ سواء، على اختلاف الأجناس والألوان.
معظم الادوية فشلت في معالجة السبب التي تعطي اقل نسبة من مفعولها بتسكين و الحد من تعريض الشخص الى انفعالات قد تسبب المشاكل لنفسه و غيره لكنها لا تعالج اسباب المرض النفسي .
اذ انه في حالة توقف المريض عن تناول الادوية النفسية تعود اعراض المرض لتظهر من جديد و قد تكون اكثر حدة و خطورة مما كان عليه قبل العلاج .
لهذا انصح بقوة اي شخص يعاني من مشاكل نفسية و عقلية ان يرى اخصائي نفسي مختص، يستطيع ان يشخص حالته النفسية ليصف له الدواء الفعال لحالته النفسية و الذاتية .
هذا الشطر الاول من العلاج اما الشطر الثاني وهو ان ينقب المريض عن الدوافع الخفية التي تهيج مشاعره السلبية التي تسبب له الالم و تحرمه من الحياة الطبيعة.
ان لم يكن لك الرغبة في زيارة الطبيب النفسي بسبب عدم القدرة المادية او لاي عذر ما، يمكن لفريقنا ان يساعدك على العودة الى الطريق المستقيم لتعود اليك بسمة الحياة من جديد، هناك العديد ممن تدبروا و عالجوا انفسهم لوحدهم، فقط هي الرغبة في التغيير التي تحتاجها .
“ نحن ضحايا انفسنا، الاخرون مجرد حجة ! ” بثينة العيسى
امر واحد ينغص حياتك تجده يطغى على كل الاشياء التي تجلب لك السعادة، لهذا تجد ان عشرات النعم لا تستطيع التغلب على امر واحد يجلب الالام النفسية و الجسدية .
لهذا لابد من البدا مباشرة بمواجهة الامر المنغص و التخلص منه لا يتوقف النجاح في الحياة على مهنة او منصب يرنو اليه الجميع، بل النجاح هو عندما تجد المكان الانسب لذاتك الاصلية، ليس ضرورة ان يكون ذللك المكان وسط من نعمل او نعيش معهم، بل مع من يشاركوننا ما نحب او يشجعوننا عليه .
يتميز المكتئب بذكاء عاطفي عالي ما يتيح له ملاحظة و تمييز سلوك غيره و مشاعرهم، اما نقطة ضعفه هي عطفه و تفهمه لشعور الاخرين و الثقة الزائدة التي يعطيها لهم تسبب له مشاكل و تجارب فاشلة، فيتاثر بارائهم و انتقاداتها التي تسبب له في الكثير من الاحيان مشاكل نفسية .
هل تستهلك نفسك بالمشاعر السلبية و تستخدم العالم الخيالي لتتعافى من ذلك الارهاق ؟
هل يمتلك الحنين للماضي و تترك نفسك تغوص في الخيال ؟
كثير منا يكون جسده في مكان و عقله يسكن مكانا اخر، في اثناء العمل نتطلع الى اجازة نهاية الاسبوع، التي من المتوقع ان نرتاح و نلهو و ننام، لكن ما ان تاتي حتى تذهب عقولنا الى العمل، قد تكون اجسادنا في دور العبادة او على شاطئ البحر لكن افكارنا تجول في امكان بعيدة .
تفكر فيما مضى، نسترجعه لنعيشه مرة تلو الاخرى بكل احاسيسنا و جوارحنا، نسترجعه بسؤال بسيط ” ماذا لو ” انه السؤال القاتل لاوقاتنا و سعادتنا فيقدنا الحماس و تتعطل روح التغيير فيذهب بريق الحياة
الانسان هو الاضعف مقارنة بالمخلوقات الاخرى عند مواجهته لعواطفه و احاسيسه، حيث انه الوحيد الذي يستسلم للموت البطيء مع ادراكه لما تؤول اليه احواله الا انه يرضى بالاستمرار على حاله و بتجرع الالام الماضي والخضوع و الاستسلام لها عوض النهوض و مواجهتها .
الانتكاسات و الانتقادات في كل مكان و خيبة الامل التي تصيبنا عندما نعطي قيمة اكبر لشيء لا يستحقها او نثق بزيادة في اشخاص ليسوا اهلها، فتمر بنا اوقات مؤلمة حيث نهان و نظلم فيها .
هذه الازمات يتغير تاثيرها عند الاشخاص فمنهم من يعالج ذاته بنفسه و يتعافى بعد مدة و منه من تتدهور حياته ليدخل في دوامة لا مخرج منها الا بالانتحار او الانفصام
مهما كان وضعك ...ابدا الان !
التحدي و الطموح و الدافع و القيم ردود افعالنا، التي تتشكل منها شخصيتنا و تستند عليها سلوكياتنا، فالقيم و الاراء و الافكار نجدها في انفسنا و نعبر عنها بمشاعرنا
في حياة اغلبنا شخص متسلط، نجده في احد الوالدين او في زوج او صديق او زميل او مدير، لكن مشكلتنا اننا لا نلتفت الى اصواتنا و شغفنا بسبب مسؤولياتنا نحو الاخرين و ما يدعوه خوفنا من المستقبل العائلي او المهني، ذلك الصوت الذي يصيح : لا ينبغي ان تلتفت الى شغفك الان
“ بالرغم من اني لم اصل الى الكمال الذي انشده، او حتى لم اكن قريبا منه الا ان المحاولة جعلتني انسانا افضل و سعيد اكثر مما كنت عليه لو لم احاول ” بنيامين فرانكلين
كل شيء يبدا منك و ينطلق منك الى محيطك، ان استطعت تغيير نفسك فلابد ان ينعكس و يستجيب من هم محيطين بك و هكذا يتم التغيير تصاعديا الى ان يبلغ العالم كله يتشكل قدر كبير من هويتنا و تقديرنا للذات بما نفعله، فالمجتمع القائم على السمات الشخصية يكون العمل فيه جزءا حيويا من هوية الفرد .
ان الامور التي تشجع على تهدئة القلق و تحفز على الاستمتاع بما هو موجود، هو الوعي باللحظة الانية و تقديرها بان نزيح قليلا اناننيتنا المفرطة و تقديرنا السلبي لذواتنا .
بان نعطي تقييما جديدا لوضعنا بان نتفكر و ليس نفكر فالاختلاف بينهما كبير حيث ان التفكر هو بتحديد مسببات المشكل و اعادة تقييم الخبرة المتداركة منها من الناحية الايجابية، اما الانغماس في التفكير في المشكل و التوقف عند سلبياته فهو بحد ذاته انتحار فكري و جسدي بما ينتج من سخط لكل من تسبب في هذا الانكسار مما يتولد الياس و الكره ليغطي كل ما هو جميل في الوجود .
عندما نشعر بالسخط، نتوق الى ما ليس في ايدينا ” ستيفن كوفي
ما الذي يمنعك من ان تعيش هذه اللحظة بكل احاسيسك و جوارحك و عدم الانشغال بالتفكير في اشياء تفصلك عن حاضرك .
لماذا تؤجل سعادة حاضرك الا عندما تحصل على ما تريد ...ان تحصل على سيارة جديدة او تقلل من وزنك او تحصل على رتبة في العمل او مكانة اجتماعية.
التغيير هو يقظة فكرية و وعي بالذات ” الامين
لمشاهدة الفيديو اضغط على الصورة !
Comments