
مفاتيح الحياة
التنمية الحسية البشرية
إحياء الإنسانية
تعالت الصيحات و سالت الدموع و دمرت المباني و هجرت الناس من أوطانها و ذبحت و سرقت و فجرت .. هي حقيقة أصبحنا نعيشها رغما عنا، أصبحنا عاجزين عن فعل أي شيء، قبلنا بكل شيء فقط أن تكون لنا فرصة نحياها يوما ما، فهل ذلك اليوم هو آت أم سنفارق هذه الحياة بعد كل هذا الهوان و العذاب .
في خضم هذا الجشع السياسي الذي سمم النفوس و العجز الأخلاقي الذي نعاني منه جعلتنا عالقين في طاحونة الطائفية و إقصاء الآخر، و من كثرة تعرضنا لصور الهدم والقتل يوميا في شتى أنحاء العالم العربي، و مدى تأثيره على حياتنا النفسية التي جعلتنا نفقد الحساسية تجاه أنفسنا و الآخرين، فقد اصبحنا محبطين وعاجزين عن تغيير الواقع و عن تقديم المساعدة، عاجزين عن منع المآسي ورفع الظلم والعدوان..فكم يصعب علينا أن نتخيل بعد كل هذا إن بقي هناك شيئا جميلا و ذا معنى ؟
الشعور بالعجز يرافقه فقدان للأمل، ما يولد بدوره الخوف من المستقبل، الخوف من التغيير الذي يشلنا ويمنعنا من أن نواجه واقعنا بكل ايجابية، فيا ترى مالذي بقي بين بأيدينا ؟ و ماذا يمكننا أن نقدمه ؟
ما أجمل أن نَبني الإنسان ... فإذا بنيت الإنسان بنيت العالم !
الإنسان هو أساس و محور العالم، الإهتمام بالإنسان أهم من البنايات و المنشآت، الإنسان هو صانع الحضارات وهو السبب الأساسي لرقي الدول والمجتمعات وتقدمها، فبناء الإنسان يسبق أي بناء..فهو القادر بفكره و روحه و حبه و إبداعه أن يخلق المعجزات .
أن نَبني ذلك الإنسان المتكامل القادر على الثقة بنفسه و القادر أن يتخطى المشاكل و العوائق، الإنسان الواعي و المنجز التقي الذي يتحمل مسؤوليته .
يجب أن نعرف بعضنا البعض و نتعاون و نتسامح و أن نرتقي بأنفسنا و أن نتجاوز أحقادنا من أجل غاية أهم و أسمى من كل ذلك وهي تحقيق السعادة .
" إنّ الغروب لا يَحول دون شروق جديد "
أثمن ما يجب أن نحافظ عليه هو إنسانيتنا، إن لم نستطع أن نساعد المتضررين بشكل مباشر، فعلينا أن نعمل على رفع الوعي و ان نحيي الانسان ببث فيه روح التفاؤل، لذلك علينا أن ننشر الطيبة ونهتم بمن حولنا ونسأل عن الناس وأحوالهم، علينا أن نبتسم ونبادر بالمساعدة دون أن يطلب منا ذلك.
الأمل دواء الألم و ما أضيقَ العيش لولا فسحة الأملِ"
علينا أن نكون مؤثرين في محيطنا بشكل إيجابي وبلفتات إنسانية وإن كانت بسيطة، علينا أن نرسم ابتسامة، ونمسح دمعة، ونخفّف ألماً، فما زال هناك لمحات جميلة في حياتنا تُشعرنا بأن الدنيا بسلام، ولأنّ الغد ينتظرنا و الدنيا ما زال بها خير.
" التفاؤل هو الإيمان الذي يؤدي إلى الإنجاز.. لا يمكن فعل شيء من دون أمل و ثقة " هيلين كيلر
يحتاج الناس اليوم إلى رسالة مقدسة تجعلهم يدركون بها كم هم رائعون و كم هي الحياة نعمة مهداة من الخالق، نجعلهم يكتشفون الكنز الذي بداخلهم ليكتشفوا عظمة هذا العالم في ضوء جديد، في ظل هذه المهمة الجميلة دعنا نسامح أنفسنا و نسامح كل من ظلمنا، دعنا نحب أنفسنا ونحب من هم مختلفون عنا، دعنا نعيش في سلام و هناء .
" على قدر عطائك يفتقدك الاخرون "
إذا ذقنا حلاوة العطاء فلن تتركه ابدا، لأننا في الواقع لا نعطي.. ولكننا نأخذ نأخذ تلك المشاعر الممتنة ممّن أمددناهم بعطائنا، فنسقي بها عطش قلوبنا لترتوي من ذلك الفيض.. فيض العطاء .
" أن تكون سببا في ابتسامة شخص يمكن أن يغير العالم.. ربما ليس العالم كله، لكن على الأقل عالمه هو، ابدأ على نطاق صغير.. ابدأ الآن "
نسعى إلى بث الأمل في النفوس لإعادة مجد هذه الأمة التي تعيش في أدنى مستوى لها،و مهما فعلنا فهناك المزيد مما يمكننا أن نفعله، لن نستطيع إعادة كتابة الواقع بأكمله ولكن علينا على الأقل المحاولة لإحياء الإنسانية والأمل .