التغيير
- mhappy01
- Oct 24, 2016
- 3 min read

" إن فن الحياة الاكبر هو الاستمتاع بها و تقدير قيمة الوقت فيها " صامويل
معظم الناس يعيشون إما في الماضي أو المستقبل ويغفلون الحاضر، و لا يركزون على اللحظة التي تمر عليهم هناك ايضا من يشتكون من ضيق الوقت و يعيشون تحت ضغط الزمن، يجرون و يلهثون طول الوقت.. لأننا نحن من وضعنا مفهوم الوقت، ووقعنا ضحيته، فإذا لم يكن هناك وقت، كيف ستكون حياتنا ؟
" لم أستطع أن أصبح أي شيء .. لم أستطع أن أصبح حتى شريرا .. ولا خبيثا، ولا طيبا، ولا دنيئا، ولا شريفا، لا بطلا، ولا حشرة، وأنا اليوم في هذا الركن الصغير أختم حياتي .. محاولا أن أواسي نفسي بعزاء لا طائل فيه، قائلا أن الرجل الذكي لا يفلح قط في أن يصبح شيئا، وأن الغبي وحده يصل إلى ذلك " دوستويفسكي
هناك الكثير من الناس من يندب حظه لعدم حصوله الوقت الكافي للراحة أو التعلم لتطوير نفسه و تحسين مستواه، لكن إذا دققنا و أحصينا في مجموع الدقائق التي يضيعها في التكاسل و الكلام و الإجازات و الأعمال التافهة أو الشاقة التي لا يجني منها الكثير من النجاح، سنجد أن بوسعه القيام بالكثير إن كانت له فعلا الإرادة في تنظيم وقته و تحديد الأولويات .
" لقد مرت معظم سنين حياتي لغايات تافهة وفارغة، فلم أفهم بوضوح لأي غاية عشت هذه السنين، بداية كنت أعيش من أجل أمي وأبي ومن ثم من أجل زوجتي ومن ثم لأجل أولادي..أما الآن فإن الموت بدأ يقترب مني وسأرحل قريبا عن هذه الدنيا.. وماذا بعد ذلك؟.. ماذا سيحدث بعد ذلك؟ لا أدري.. ولكن بالتأكيد سينتهي كل شيء "
على فراش الموت ندرك عندها حقيقة الحياة و حقيقة الفرص التي أدركناها و لم ندركها، أو بعد التعرض لحادث مرعب، أو لمرض يلزمنا الفراش لوقت طويل، عندها يكون لدينا الوقت لكي نتأمل في الطريقة التي عشنا بها حياتنا، و كم كنا مخطئين في تقدير الأشياء و كم كنا ظالمين لأنفسنا و لغيرنا .
فبادر بأن تتوقف لوهلة و تجلس مع نفسك لتعيد تقييم حياتك، و ترتب أولوياتك، و تخطط لطريقك من جديد، قبل أن تبادر و ترحل منها، فتندم على مافاتك و تترجى أن تعاد إليها لتعيش من جديد ولو لساعة فلربما تعمل فيها صالحا .
هذا العالم هو حلم يمر به النائم وهو مقتنع بأنه حقيقي ... وفجأة يشرق فجر الموت ويحرره من هذا الوهم ... الرومي
سنتوقف عن الجري عندما نتيقن كم كنا غافلين، وكيف وضعنا آمالنا في المكان الخطأ، عندما ندرك اننا تعلقنا في المخلوق أكثر من الخالق .
سنتغير عندما نعي بعمق أننا كنا نعيش لسنين حياة مزيفة، حياة مشقة وحيرة و ألم منعتنا من رؤية الحقيقة، متوكلين و منشغلين و متعلقين بالماديات و بأشخاص و لحظات و مشاعر واهمة، شغلتنا عن حقيقة أنفسنا و هدفنا الحقيقي من الحياة .
" لقد فهمت أخيراً ما تدور حوله الحياة، إنه فقدان كل شيء " إيزابيل الليندي
أن نعرف ما الذي يشغلنا و يؤلمنا و يسرق وقتنا ؟ بالتوصل إلى إدراك الحقيقة أننا نحن من أذن لهذه الدنيا بأن تملكنا بأن سلمنا مفاتيح قلوبنا لها فأصبحنا مساجين في زنزانة الهوى .
“ الحقيقة أنك لن تحصل من الدنيا على ما تتمناه بل تحصل على ما تسعى إليه ” ماك اندرسون
بدلاً من أن نبحث عن النجاح، إلا أننا نتبع بتكاسل الطريق الأقل مقاومة، ورفض قبول التغيير، ونحاول بلا هدف السيطرة على ما لايمكن السيطرة عليه، وهكذا دواليك .
من السهل جداً أن ننشغل في الأحلام و التخطيط لها، ولكن اتخاذ الخطوة الأولى هو أكبر صفقة نقوم بها، لذا علينا أن نمضي قدماً ونتخذ الإجراءات ونقوم بها خطوة بخطوة .
" لقد كنت في غفلة عن هذا "
الغفلة هي سهو يعتري الإنسان من جراء التعود على روتين الحياة والانغماس في شهواتها ونسيان اللقاء..فاحذر من أن تغفل !
أما الحياة الأبدية هي التي تبدأ حينما تستيقظ من هذا العالم، و في اللحظة التي تدرك فيها أنه كان مجرد حلم، عشته، و كون هذا الحلم سيئا كان أو حسنا فسيبقى الخيار على ما ستقرر القيام به الآن !
" قيمة الانسان هي ما يضيفه إلى الحياة بين ميلاده وموته " مصطفى محمود
تعكسُ اهتماماتُنا وتطلُّعاتنا وتفكيرنا منهجنا في الحياة، والطَّريق الذي نسيرُ فيه، أو نوَدُّ أن نسير فيه، وهو بعد ذلك يُعطي قيمةً لحياتنا، إن الأعمال الصالحة التي يمكن للعبد التقرب من خلالها إلى الله -سبحانه وتعالى- كثيرةٌ ومتعدّدة، فبالعمل الصالح تنزل الرحمة وتأتي البركة ويستجاب الدعاءُ ويحصل الأمن والأمان، ولأنه الزَّاد إلى الآخرة، بل لأن علة وجودك في هذه الحياة الدنيا أن تعمل عملاً صالحاً تَلْقَى الله به.كما قال تعالى : " وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ".
لمشاهدة الفيديو اضغط على الصورة !
Comentarios