كيف تحب
- المسافر الأمين
- Oct 18, 2016
- 3 min read

ليس الحب جحيم و ليس الفشل في الحب, بل الفشل في عدم معرفتنا لأنفسان و ما يسعدنا وما نحتاجه .
عندها فقط يمكن البحث عن الطرف الآخر من خلال مبادئنا
نحن لا نحب أشخاصاً كاملين، ولكن نرى الكمال فيمن نُحب
إذا كان الحب الذي نمنحه للأشخاص يبقيهم في قيود وعدم راحة الغياب يشحذ الحب ، و التواجد يعززها تناسب في الافكار والاحلام
كثيرون يغرقون في بحور السعي نحو المال والسعادة وينسون أن الحب هو السبيل الحقيقي لإدراك معنى كل شيء..الحب ليس مجرد حب بين فتاة وشاب ولكنه حب شامل كبير.
ينجذب الرجل بشدة الى المرأة التي لها القدرة الهائلة على المرح، السعادة، السرور و الارضاه هي الوقود الذي يجعل الرجل يشعر بانه يحدث فارقا في حياتها، لانه يجد سعادته في تحقيق سعادتها.
قال شكسبير : الحب الحقيقي هو ذللك الحب الذي لا يتغير او يتبدل مع الظروف، انه حالة راسخة لا تهزها الاعاصير ”
الحب إذن، مصدر للسعادة، لكنه مصدر للشقاء والعذاب أيضا. ومن أنواع الحب التي تسبب في الشقاء والتعاسة والعذاب هناك ما يسمى بالحب من طرف واحد، ومعناه أن يكون أحد طرفي العلاقة العاطفية هائما في حب محبوبه فيما هذا الأخير لا يولي أي اهتمام لهذا الحب.
الحب من طرف واحد يعني العذاب في صمت. ويعني سهر الليالي والبحث عن الأسباب التي تجعل قلب المحبوب صلبا وبلا مشاعر كالحجر
فليس سوى مصدرا للتعاسة والألم والعذاب، خصوصا وأن القلب، كما قلنا آنفا، يأبى إلا أن يكون سيّد نفسه، مهما بلغ عذاب ومعاناة صاحبه لهذا يجب إما ببذل الجهد و لإعطاء الطرف اللآخر ما يحتاجه كي يسعد و يسعدك ، إما أن يضع حدا لأحزانه وآلامه إذا كان واحدا من "ضحايا" الحب من طرف واحد، وهو أن ينهي العلاقة العاطفية التي يتعذب بسببها في الليل والنهار، ويضع لها حدا نهائيا و لا تجعل حياتك تنهدم بـرحيل انسان
قوة الرجل تقاس بحجم ابتسامة المرأة التي تجلس بجانبه - دودسن
في تيارات الحياة المتشابكة وتداخل الأهداف والأولويات، قد ينسى الانسان من يحب، من يعمل ويتعب في الأصل لأجلهم، يشغله عمله عن التواصل معهم والمحافظة على دفء المشاعر بينه وبينهم، ومتعة التواصل مع الحياة، وإضفاء مشاعر الحب والحنان والشفقة التي يحتاجها الناس.
فقد توصل علماء النفس الى أن حاجة الإنسان الى الشعور بانه محبوب تعد ضرورة عاطفية بشرية اساسية، فلاجل الحب نتسلق الجبال و نعبر الانهار و نجتاز الصحاري و نتحمل الكثير من الصعاب، لكن بدون الحب يصبح كل شيء صعب تحمله و مستحيل .
احتياجنا للحب دائم عبر كل اطوار حياتنا منذ ولالدتنا الى اخر يومنا في الحياة، احتياجنا يختلف باختلاف عمرنا و ايضا الاشخاص
- من 2 الى 7 نحتاج الى عطف الوالدين
- من 7 الى 12 نحتاج الى تقدير العائلة و الاسرة
- من 12 الى 16 نحتاج علاقة صداقة مع الاقران
- من 16 الى 21 نحتاج الى تقدير الذات و تنميتها
- من 21 الى 31 نحتاج الى الحب من الطرف الاخر
- من 31 الى 41 نحتاج الى من نرعاهم و نعطيهم من انفسنا
- من 41 الى 51 نحتاج الى تقبل مجتمعنا
- من 50 الى 81 نحتاج الى التقرب من الله و حبه .
خلاصة : إذا وقع خلل في هذه المراحل من حياة الفرد، و افتقاد لنوع من أنواع الحب الذي كان من المفترض أن يحصل عليه، ستؤثر على حياته ككل، و لا يعوض ذلك بالحصول على نوع آخر من الحب، فكل مرحلة ضرورية و مختلفة، يجب إشباعها للحصول على شخصية سوية .
نحن بشر، لنا عاطفتنا، قد تميل قلوبنا لأحدهم، وربما نعتقد أنه المحبوب الأقرب لنا، وربما نعتقد أنه شريك حياتنا الذي لا نستطيع العيش دونه، ولكن تقع الخلافات والغضب والابتعاد والتشتت بين حينٍ وآخر! ..
قف ..واسأل قلبك .. هل هذا شريك ؟ هل هذا حبيب ؟ هل هذا قريب ؟
وكنّ متأكدًا أن الإعجاب لا يعني الحب، فلربما أحببت فيك جوانب عدة حتى غلبني تفكيري واعتقدت أنك الأنسب لي، فالقلب يدرك من يحب ويعرف، ولكن العقل سيعدد المزايا والصفات .. الحب يبدأ بالتشابه والتوافق ثم يستمر وينمو بالاختلاف والتكامل .
من كتاب مفاتيح الحياة الطيبة .
コメント