السعادة
- المسافر الأمين
- Oct 18, 2016
- 3 min read

يختلف مفهوم السعادة عند المجتمعات باختلاف انماطها و ثقافتها .
يختلف الناس في تمثلهم للسعادة، بين من يقصرها على حسن العيش، من حياة مرفهة، وامتلاك للأموال والثروات، وتلبية كاملة للرغبات، وتشيع لها، وتحقيق للذة والمتعة في مختلف أشكالها وتجلياتها، وهناك من يقصرها على حسن السيرة من حياة كريمة ومعتدلة ومنسجمة، وقد نجد الاختلاف بين الأفراد، فالمريض يرى السعادة في الصحة، والفقير يراها في المال، والوحيد يراها في الأنس والصداقة.
* تتحدد السعادة من الوجهة الفلسفية هي حالة إرضاء وإشباع للذات، يتميز باللذة اللحظية والفرح، هل السعادة إرضاء لرغبات البدن، أم لرغبات لعقل أم لرغبات القلب؟
لقد عمل المفكرون المسلمون الذين بحثوا في موضوع السعادة على تأكيد شيئين: أولا ضبط مفهوم اللذة بالتمييز فيه بين اللذة العقلية والجسدية، والمفاضلة بينهما، حيث أن اللذة العقلية أي الرغبات العقلية من المعرفة والفكر أرقى شأنا، وأعلى مرتبة من اللذة البدنية، والتي تظل عندهم محتقرة، وهذه المفاضلة نجد جذورها في النسق الفلسفي الأفلاطوني –الأرسطي، الذي يمجد العقل ويرى أن العقل أسمى منزلة من الرغبة والشهوة، حيث أن الرغبات الحسية مرتبطة بعالم الكون والفساد، في حين أن الرغبات العقلية مرتبطة بعالم متعالي دائم لا يلحقه الفساد والتغير، وانطلاقا من هذا كله، فإن سعادة الإنسان لا ترتبط بمدى إرضائه لملذاته الحسية، وذلك لاعتبارات كثيرة منها: أن اللذة البدنية يشارك فيها الإنسان جميع الحيوانات كرغبات الأكل والشرب.
- عند الغرب تعتبر السعادة هي تحقيق الاهداف المادية و اعطاء معنى للحياة، اذا كنت ترى ان السعادة هي تحقيق الرفاهية فحتما الدول السكندنافية هي اكثرهم سعادة .
- عند المجتمعات العاطفية فالسعادة تعتبر الرضى و الهناء، فالحياة الاجتماعية تعطي دعما نفسيا من خلال الشعور بان هناك من يشاركك احاسيسك، احزانك و افراحك، امالك و امانيك
- عند المجتمعات الغرائزية الشرقية هي الامن و الاستقرار، ان تامن حياتك و رزقك و بيتك و ان يستقر الحال و يدوم ، مثله كمثل الانسان
البدائي يفرح عندما يجد الطعام بوفرة او عندما ينتصر على الوحش او حينما يتناسل فتضمن له البقاء و الاستقرار .
* السعادة هي الإستمتاع بالقيام بأشياء نحبها و نشاركها مع من نحب، حينما تكون مندمجا تماما فيما تفعله، فان ذهنك لا يسرح بعيدا، تستمتع بالحياة كما انك تكون اكثر سعادة و فعالية ، تركيزك منصب فقط على ما يحدث في اللحظة، هذا التركيز يودي بك الى النجاح
اذا أردت أن تعيش حياة سعيدة فإربطها بهدف و ليس بأشخاص أو أشياء ْ ألبرت آينشتين
* السعادة ليست الماضي و ليست هي المستقبل
* السعادة هي اللحظة الحالية، هي الحاظر: وجودك في الحاظر يعني التركيز على ما يحدث الآن ، تقديرك للهبات التي تحصل عليها كل يوم ، ما يشعرك بسلام
الوجود في الحاظر يعني التخلص مما يشتتك، و الانتباه لما هو مهم الان حتى تستطيع بناء لما هو ات
الادراك لما هو جيد و ما هو سيء في الموقف الحالي يجعلك تتغلب على العقبات التي قد تمنعك من الاستمتاع باللحظة و تحقيق المزيد من النجاح، احسن من الغرق في الاحلام و الامنيات او الماضي المزعج
من المهم ان تكون حاضرا اذا اردت ان تنجز عملا طيبا اليوم و تبني عليه المستقبل
* السعادة هي العلاقات الاجتماعية الممتازة
* السعادة هي الوقت الذي توفره لنفسك و لاهلك
في الخامسة من عمري سألوني في المدرسة : ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ كتبت أريد أن أصبح سعيدا...قالو أنني لم أفهم السؤال، قلت: أنتم لم تفهموا الحياة ! ً جون لينون : شاعر و عازف
قد يظن الكثيرين بأن السعادة تتحقق مع الوفرة المادية ورغد العيش، واشباع رغبات الجسد وامتاع الحواس بما تشتهيه، وهم معذورون في تصورهم هذا، اذ ان الثقافة الشائعة والمحتوى الإعلامي العالمي الحالي يزكي ذلك التوجه بشدة، الا ان المتأمل في جوهر السعادة وحقيقة مسبباتها، يجد اختلافاً كبيراً بين ذلك التوجه والسعادة في ذاتها او كما يجب ان تكون.
يكد الانسان ويتعب ويتحمل مشاق ومصاعب كثيرة، بل ويضحي ببعض سعادته الوقتية الحالية في سبيل تحقيق هدف أسمى وأعظم، فإذا وصل لهدفه وتحقق مراده شعر بالسعادة الحقيقية، وأحس بقيمة انسانيته وتميزه، لاسيما ان كان ذلك الهدف متعدي أثره على اسرته والمجتمع من حوله، فحينها تكون سعادته أقوى واحساسه بالإنجاز أعلى
السعادة لا تحتاج إلى معجزات، كلّ ما تحتاجه قلب متسامح ، وجه مبتسم ,، قناعة بالنصيب، و ثقة تامّة بالله..
طبقا لدراسة بريطانية أن السعادة معدية، وفقط فور البدء في الانضمام لمجموعات سعيدة من الناس و الابتعاد عن البؤساء حتى على مواقع التواصل الاجتماعي فستتحسن حالتك النفسية .
تقديم الهدايا هي سر من أسرار السعادة بالحياة، بالهدايا لا يفرح بها من يتسلمها فقط وإنما أيضا الشخص الذي سلمها له، فهي تزيد الالفة بين البشر .
إجعل صباحك يبتسم بالحب والإيمان و إبدأ بالسلام والتسامح فسوف تأتي الأقدار بأجمل الأفكار .
الإبتسامة كلمة بدون حروف و هي سحر، كم داوت وكم راضت و كم أسعدت و كم أراحت ...إجعلها لا تفارق وجهك حتى في أحلك الأوقات.. هي اللغة العالمية التي يفهمها الجميع مهما إختلفت الأجناس, الإبتسامة ليست بالضرورة فرحا ، وإنما ثقة وتفاؤل بأن الله لن يخيب ظنك به
إن السعادة ليست حظا ولا بختا وإنما هي قدرة، أبواب السعادة لا تفتح إلا من الداخل من داخل نفسك، السعادة تجيئك من الطريقة التي تنظر بها إلى الدنيا، ومن الطريقة التي تسلك بها سبيلك. د. مصطفى محمود كتاب: الخروج من التابوت
Comments