top of page
  • Facebook Social Icon
  • Twitter Social Icon
  • Google+ Social Icon
  • YouTube Social  Icon

المقالات

إنسانيتنا المفقودة

  • mhappy01
  • Oct 8, 2016
  • 3 min read

أنت في القيمة أسمى من العالمين كليهما فماذا يمكن أن أفعل إذا أنت لا تعرف قدرك لا تبع نفسك رخيصاً وأنت نفيس جدا في عيني الحق . جلال الدين الرومي

في زمن فقدنا فيه معنى الإنسانية، وتناسينا ذاتياتنا الفطرية التي خلقنا الله عليها، فأصبحت المادة هي المحدد الرئيسي لتحركاتنا ومُنطلقاتنا، وأضحى طغيانها واقعا ملموسا نتجرع مرارته، ونحيا تبعاته الصارخة.

ذلك الواقع المجتمعي الذي ساهم أفراده في إتعاس بعضهم البعض – بقصد أو عن دون قصد – فمن طبيب قد فقد معاني الرحمة والشفقة، ليُصبح سَعيه الدؤوب وراء أموال المرضى دافعه الرئيس، ومُحركه الأوحد، ومن مُعلِّم قد تناسى رسالته، وتخلى عن أمانته التي حملها طواعيةً في عنقه، بنشر العلم والوعى، وغرس المعاني السامية في نفوس طلابه وتلامذته وتحمل مسئولية تنشئة أجيال تسمو بالمجتمع وتحمل همّ تنميته وازدهاره، ومن إعلاميّ قد استفزته مشاعر حب الظهور والشهرة سعيا وراء المادة، فأصبح لا يهتم بأثر ما ينشره على المجتمع، من فساد أخلاقى وتربوي، ومادة إعلامية فقيرة ركيكة، تستهدف جذب المشاهد – ولو بالباطل – وتردي القيم والمثل، وصناعة قُدوات هدامة يتطلع إليها الشباب بنظرات الإعجاب والتشوف والحب والتقليد، بما يسفه من فكر العامة ويتدني باهتماماتهم وأحلامهم، ومن مهندس ومن موظف .. الخ، قد تخلوا جميعا عن إنسانيتهم، وسعوا نحو شهوات مادية، ألجمتهم فأصبحوا عبيدا لها، وحبستهم عن معانى السمو والرفعة، وخدعتهم بسعادة زائفة مؤقتة، يُذاقون مرارتها من حين لأخر، غير أن كبرهم وعنادهم قد منعهم اتباع الحق، وأصبح المجتمع مُعلِيا لقيم المادة، ساعيا وراءها بكل ما أوتي من قوة، مطيعا لشهواته الحسية الحيوانية، غير مبالٍ بما سواها من قيم إنسانية وروحية حثت عليها الشرائع السماوية، وأرشد إليها أنبياء الله الكرام – عليهم السلام.

قيل للنبي يوسف : أتجوع وأنت على خزائن الأرض

فقال: أخاف أن أشبع فأنسى الجائع

غالبية الناس هم أطفال ضائعين ، لاتنظر لهم بعين الإحتجاج ولا بعين الغضب ، انظر لهم بعين الرحمه . سميه الناصر

المادية هلاك الانسانية

المزيد من جشع البعض يؤدي للمزيد من هشاشة الكل

اذا اردنا ان نبحث عن انسانيتنا فعلينا ان نتخلص من طغيان المادة على العقول و القلوب

وكما ترى عزيزي القارئ، فإن كل تلك المشاعر القوية هي لمسببات سعادة غير محسوسة – وان أدت لأهداف مادية، فانه لا يتنافى مع رقي تلك المشاعر – والتي لا يمكن قياسها أو تحديد مدى نفعيتها بالمادة، لكنها في مجملها تسمو بالانسان وتتوافق مع انسانيته وما ميزه الله به من عقل وحكمة، وترقى به من عالم المادة لعالم الروح، ليحدد بالنهاية الفارق بين ما يستحق سعيه وتعبه وبين ما لا يستحق.

من أروع ما قرأت من قول الإمام إبن القيّم رحمه الله : لن يقاسمك الوجع صديق ، ولن يتحمل عنك اﻷلم حبيب ، ولن يسهر بدﻻ منك قريب ، اعتن بنفسك ، واحمها ، ودللها وﻻتعطي اﻷحداث فوق ما تستحق . تأكد حين تنكسر لن يرممك سوى نفسك ، وحين تنهزم لن ينصرك سوى إرادتك ، فقدرتك على الوقوف مرة أخرى لا يملكها سواك ، لا تبحث عن قيمتك في أعين الناس .. ابحث عنها في ضميرك فإذا ارتاح الضمير ارتفع المقام .. وإذا عرفت نفسك فلا يضرك ما قيل فيك !. لا تحمل هم الدنيا فإنها لله ، ولا تحمل همَّ الرزق فإنه من الله ، ولا تحمل هم المستقبل فإنه بيد الله . فقط احمل همًا واحدًا كيف ترضي الله .. لأنك لو أرضيت الله رضي عنك وأرضاك وكفاك وأغناك . ﻻ‌ ﺗﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺑﻜﺖ ﻗﻠﺒﻚ .. ﻭﻗﻞ ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻮﺿﻨﻲ ﺧﻴﺮًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍلآ‌ﺧﺮﺓ .. ﻓﺎﻟﺤﺰﻥ ﻳﺮﺣﻞ ﺑﺴﺠﺪﺓ .. ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺪﻋﻮﺓ .. لن ينسَ الله خيراً قدمته ، وهمًا فرّجته ، وعينًا كادت أن تبكي فأسعدتها ! عش حياتك على مبدأ : كن مُحسنًا حتى وإن لم تلق إحسانًا ، ليس لأجلهم بل لأن الله يحب المُحسن .. ارخي يدك بالصدقة تُرخى حبال المصائب من على عاتقك .. واعلم أن حاجتك إلى الصدقة أشد من حاجة من تتصدق عليه ..

"الناس يتكؤون على حواسهم لذلك فالحكيم يعاملهم كما يعامل الاطفال"..... لاوتسو .

جمال واحد يبقى للأبد ولا يشيب، جمال القلب - جلال الدين الرومي

Comments


Check back soon
Once posts are published, you’ll see them here.
bottom of page